تم الإنتقال إلى الموقع الجديد

أعزائي القراء ، تم الإنتقال إلى الموقع الجديد بعنوان

www.truth-mirror.webs.com

تابعونا هناك أيضا ولكم جزيل الشكر

© CopyRight

حقوق النسخ والنشر محفوظة بموجب القوانين البروتوكولية لمالك هذه المدونة ، بينما يسمح بنسخ محتويات المدونة بشرط ذكر رابط المصدر أسفله ( www.truth-mirror.blogspot.com )









الجمعة، مارس 19، 2010

ثقافة ضرب الأبناء

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الثانية


ثقافة ضرب الأبناء



في كل يوم من أيام السنة البالغ عددها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما ، أسمع ويلات وصيحات من جيراننا ، أصوات صراخ من فتى لا يبلغ عمره عشر سنوات يصيح طالبا الرحمة من أبيه كي يتوقف عن ضربه ، وتتعالى أصوات فتاة في يوم آخر وهي تقبل يد والدتها تترجاها كي لا تعاقبها ، وفي بيت آخر أعلم أن الوالد يحتفظ بعصا مصنوعة من الخيزران ، ينزل فيها ضربا على عظم ولده لأنه تأخر عن البيت عشر دقائق ، أو أتى بنتيجة لم تعجبه في الامتحان ، أو اتصل بابنه صديق في وقت راحته ، مئات وآلاف الحجج والتبريرات تصدر من الوالدين تبرر سبب الضرب ، ومن قال أن الضرب فيه منفعة ؟ ومن قال أن الضرب يحل مشكلة ؟ إن الضرب بحد ذاته مشكلة ، مشكلة كبيرة تتنامى في المستقبل إن لم تعالج فورا ، إن كلا منا يخطئ ، فالإنسان بطبعه خطاء ، ولكن هل نستحق كل هذا الضرب والسلخ والرفس نتيجة خطأ صغير يكفي التأنيب أو الحرمان من حله ؟ منذ يومين أو ثلاثة رأيت صديق لي وهو يعرج ، فسألته عن السبب ، فقال والدموع تنهمر من عينيه أن والده هجم عليه يضربه ويرفسه لأنه رآه يشاهد التلفاز بدلا من أن يدرس ، هذا الموقف هو الذي دفعني لكتابة هذه الكلمات الصغيرة التي تترجى الوالدين أن يكفا عن جميع أشكال العنف والضرب ضد أولادهم ، إن الضرب الذي يتعرض له الأبناء كل فترة يرسخ في أذهانهم كي يعيدوه لوالديهم عن الكبر ، فهل علمتم الآن سبب عقوق كثير من الأبناء لآبائهم عند الكبر ؟ إنه يرجع إلى أيام الطفولة ، عندما كان يتعرض لعنف والده بسبب أشياء تافهة لا قيمة ، لقد أقسم صديقي يوما ، وظل يحلف بالله أنه يكره أباه ؟ أمر استغربت منه !!! شاب يكره أباه ؟ تفكرت في الأمر بروية كي أحكم إن كان فعل هذا الصديق صحيح أم خاطئ ، فاستقر رأيي على أن الأب يتحمل جزءا من الذنب في هذا الموضوع ، وأنه هو السبب المباشر في نشوء هذه العاطفة التي لا يستطيع الشاب أن يتحكم فيها أو أن تزول.


لقد أثبت الطب الجسدي ، وقبله الطب النفسي ، على خطورة الضرب على صحة الأبناء النفسية والجسدية ، فيقول أحد الأطباء أن الضرب على الخد ( ضرب الكف باللهجة العامية ) كفيل بأن يصيب الطفل بالغباء أو البله ، وأن الضرب على الرأس أو الرقبة يسبب شللا للطفل إن أصاب موقعا محددا ، وطبيب أخر يقول أن ضرب الطفل بعصا على رجليه أو يديه ، قد يؤول في النهاية إلى شلل نصفي أو فقدان الشعور والإحساس في هذا الموضع ، وأن مجرد هز الطفل بقسوة أثناء العقاب لا بد وأن يفقد الطفل اتزانه أو ينفجر أحد شرايين العيون أو المخيخ ، وأن شد الشعر للبنت قد يصيبها بالتهابات في بصيلات الشعر أو تورمات في أماكن معينة من الجسم ، فهل هذا ما يرجوه الوالدين من ضرب أبنائهم ، أن يصابوا بعاهات مستديمة تبقى آثارها النفسية والجسدية محفورة في القلوب ؟


أما موضوع الطب النفسي مع الضرب ، فلا يقل خطورة عما ذكرناه ، فالعنف مع الأطفال غالبا ما يؤدي لأمراض نفسية شديدة الخطورة على نفسية الطفل ، فالألم النفسي المستمر في مشاعر الطفل ، يؤدي به إلى العزلة أو الكآبة أو حتى الخوف ، إذ إنه يخاف أن يفعل أي شيء لكي لا يتعرض لأذى والده ، فيؤدي إلى موت الإبداع فيه ويصبح كسولا خمولا، وربما أصابه في المستقبل بنوع من الهستيريا أو الصرع ، والبنت التي تتعرض لشد في الشعر مما يؤدي لتساقطه ، قد تصبح في المستقبل ناقمة على حياتها ، مريضة بعدم الثقة أو الخوف من الآخرين ، وربما أصبح الطفل في عداد المجرمين لأن العنف انتقل إليه فرآه حسنا وطريقا مباشرا لتحقيق الأهداف ، لا يبالي أكان العنف جيدا أم سيئا ، إن كل مشاكل العالم مع العنف ، وما نراه من جرائم ، قد يعود بطريق غير مباشر إلى سلوك الوالدين مع هذا المجرم عند الصغر ، فيسوء سلوك الطفل عند الكبر ويقع إما مريضا نفسيا مكتئبا خجولا لا يخالط الناس ، أو فريسة لعصابات المجرمين لا يخشى حتى القانون.


إنني في هذا المقال أناشد جميع الآباء كي يستبدلوا العنف باللين ، فالعنف لا فائدة له إلا الأمراض أو العاهات ، أما اللين أو العتاب أو الرفق أو التأنيب فهو كفيل لإصلاح الطفل وتوقفه عن ممارسة الخطأ ، والتجربة خير دليل على صحة المقولة ، فانا والحمد لله لم أتعرض يوما لضرب مبرح من والدي أو والدتي ، إذ كان التأنيب في حقي كفيل لأن أتوقف عن التراجع عما فعلت ، فأرجو ذلك رجاء حارا نابعا من قلب مخلص كي ينتهي العنف بين العرب ، ويصير الرفق والسماحة مظهرا شائعا بيننا ، علنا نصلح قليلا مما نعاني منه ، وننتهي من مشاكلنا التي لا تنتهي !!!

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا أخي صلاح

أستشهد على قولك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه"

بوركت اخي صلاح
والى الامام ان شاء الله

مدونة مرآة الحقيقة يقول...

أخي الكريم يعطيك العافية على التعليق ، وشاكر لك مرورك الكريم على مدونتي ، والتعليق الجميل أيضا

أقدر لك ما كتبت ويعطيك العافية

غير معرف يقول...

hmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmm wallahy ya sla7 da ana kont 5alas ha3ayet ....bs 7abet as2alak 3an men howa ele aboh by3akbo lma byt2a5ar 10 da3aye2 !!!!!!!!!!!!!!
3la el 3mom kalam ra2eeeeeeeeeeeeeeeeee3
keeb going
eng.MeZoO

مدونة مرآة الحقيقة يقول...

اهلا ميزو نورت الصفحة ، طبعا كتيير ناس بتتعاقب لما تتاخر على البيت ، بصراحة انا كنت واحد منهم ، بس كان لمصلحتي ، وبدون ضرب ، بس انا أتكلم عن الذي يتأخر وينضرب بالخيزران لحد ما رجليه تنتفخ وانتا عارف مين طبعا

أخوك المخلص صلاااااااااااح

غير معرف يقول...

جزاك الله كل خير...

كلنا عانينا من هالشي سابقاً :)

.....

مدونة مرآة الحقيقة يقول...

بس المهم عشنا وتطورنا
ههههههههههههههه شكرا لمرورك